القرين في اللغة هو الصاحب أو المقارن، أمّا في الاصطلاح الشرعي؛ فالقرين هو شيطان من كفرة الجن موكل بكلّ إنسان بإذن الله تعالى يرافقه مدى الحياة منذ ولادته، ويبقى حتّى مماته؛ فيخرج من الجسد فيما لا يعرف مصيره بعدها، ووجوده ثابت في القرآن والسنّة، لقوله تعالى في سورة ق: " قَالَ قَرِينُهُ رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ وَلَكِن كَانَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ ".
ويتلخّص سبب مرافقته للإنسان بأنّه يقوم بإغوائه والوسوسة الدائمة له، للابتعاد عن أعمال الخير وتزيين المعاصي والذّنوب له؛ فهو يأمر بالفحشاء، وينهى عن المعروف والأعمال الصالحة، وكلّما كان دين الإنسان أقوى وأعمق ضعفت سيطرة القرين الشيطاني وكيده عليه؛ لأنّ القرين يسلّط على ضعاف الإيمان لقوله تعالى في سورة الزخرف: "وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ".
وكما هو معروف فإنّ القرين الشيطاني له قدرات خاصة وسمات لا تتواجد بغيره؛ إذ له قدرة على الحركة والتنقّل السريع وغير المرئي؛ حيث إنّ الإنسان لا يستطيع رؤية قرينه الموكل به إلّا عند تشكّله. ولكن هذه القدرات لا تتجاوز حدوداً معيّنة؛ فهم غير قادرين على إلحاق الأذى بالإنسان إلّا بإذن الله تعالى، فهم من مخلوقات الله تعالى خلقهم من نارٍ وخلقنا من طين، وله السيطرة والتحكّم الكامل في تحركاتهم.
ويعتقد بأنّ قرين الإنسان لا ينتقل مع الميّت إلى قبره، وذلك لأنّ المهمّة التي أوكلت له قد انتهت بموت الإنسان، فلم يعد له قيمة بعد موت الإنسان وتوقّف أعماله. وهذا القرين ابتلى الله به الإنسان كي يرى مدى استعانته بالله ويختبر قوّة إيمانه.
أعراض سحر القرينيرتبط القرين بالإنسان الطبيعي طيلة فترة حياته، لكن قد يلجأ شخص حاقد إلى سحر هذا القرين بالاستعانة بساحر محترف في الشعوذة والأذى، لكي يسلّطه على أذى صاحبه، ويؤدّي ذلك إلى تدهور جميع نواحي حياته الصحيّة والنفسيّة والاجتماعيّة والعاطفيّة، دون أن يعرف المصاب أنّ قرينه قد سُحر، لكنّه يشعر بالأعراض التالية:
المقالات المتعلقة بما هو قرين الإنسان